للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٦٦ - [٥] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِّي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي. فَإِذَا رَجُلٌ ضَربٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ الثَّقفيُّ، فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ -يَعْنِي نَفْسَهُ- فَحَانَتِ الصَّلَاةُ،

ــ

رَويَّة وتثبت، أقحمته فانقحم واقتحم، والمراد بالغفران أن لا يخلد صاحبها في النار، وقيل: المراد بعض الأمة.

٥٨٦٦ - [٥] (أبو هريرة) قوله: (لم أثبتها) من الإثبات، أي: لم أضبطها، أي: لم أشاهدها على اليقين، أو لم أحفظها الآن بطريان النسيان.

وقوله: (فكربت) بلفظ المجهول من الكرب، أي: أصابتني كرب وغم شديد.

وقوله: (فرفعه اللَّه لي) أي: قربه عني ورفع الحجاب بيني وبينه حتى شاهدته.

وقوله: (وقد رأيتني) أي: عند بيت المقدس.

وقوله: (فإذا رجل ضرب جعد) الضرب: الرجل الخفيف اللحم، والجعد: يحتمل جعودة الشعر وجعودة الجسم، وهو اجتماعه وغلظه.

فقيل: هذا هو المراد لأنه قد جاء في رواية أبي هريرة: أنه كان رجل الشعر، وقيل: ويحتمل الأول أيضًا، لأن الرجل من الشعر ما يكون بين السبوطة والجعودة، يقال: شعر رجل: إذا لم يكن شديد الجعودة، فيمكن وصفه بالجعودة في الجملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>