للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: "هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينَ" فَاسْتَخْرَجَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٣٩١، م: ٢١٨٩].

٥٨٩٤ - [٢٧] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا. . . . .

ــ

وكلما يخرجان منها مخيطًا يسكن ألمه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولعله -صلى اللَّه عليه وسلم- ذهب إلى البئر وأمرهما بدخولهما فيها، واللَّه أعلم.

وقوله: (والنقاعة) بضم النون وخفة القاف وتشديدها وبمهملة: ماء ينقع فيه الحناء ونحوه، وفي (القاموس) (١): نقاعة كل شيء بالضم: الماء الذي ينقع فيه.

وقوله: (وكأن نخلها رؤوس الشياطين) قد يذهب الفهم إلى أن المراد بالنخل هو أشجارها التي حول البئر تشبيهًا لرؤوسها برؤوس الشياطين في قبح النظر، يعني أن البئر في مكان موحش قبيح، لكن الشيخ التُّوربِشْتِي (٢) قال: إن المراد بالنخل طلع النخل، وأضاف إلى البئر لكونه مدفونًا فيها، والتشبيه برؤوس الشياطين لما صادفوا عليه من الوحشة وقبح المنظر، وكانت العرب تعد صور الشياطين من أقبح المناظر، وقيل: المراد بالشياطين الحيات الخبيثات، والحية يقال لها: الشياطين.

٥٨٩٤ - [٢٧] (أبو سعيد الخدري) قوله: (وهو يقسم قسمًا) بالفتح مصدر بمعنى المقسوم، والقسم بالكسر: النصيب، والجزء من الشيء المقسوم، ويجوز أن يترك على معنى المصدر للتأكيد، والمفعول محذوف، أي: مالًا أو غنيمة، وكان في غنائم حنين قسمها بالجعرانة.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٧٠٩).
(٢) "كتاب الميسر" (٤/ ١٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>