النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للصلاة فيه حين محاصرة الأحزاب للمدينة في غزوة الخندق.
وقوله:(أرسلك) بحذف حرف الاستفهام، أو قال: بهمزة ممدودة للاستفهام.
وقوله:(قوموا) ظاهره أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- فهم أن أبا طلحة استدعاه إلى منزله وإلا فقد علم أن أبا طلحة وأم سليم أرسلا الخبز مع أنس -رضي اللَّه عنه- إليه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلأي شيء قام وانطلق؟ ويمكن أن يقال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- علم بإرسال الخبز ولكنه قام وانطلق إلى بيت أبي طلحة من غير أن دعاه أبو طلحة إظهارًا للمعجزة والبركة لأصحابه.
وقال الشيخ (١): يجمع بأنهما أرادا بإرسال الخبز مع أنس أن يأخذه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيأكله، فلما وصل أنس ورأى كثرة الناس استحيا، وظهر له أن يدعوه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليقوم معه وحده إلى المنزل فيحصل مقصودهم من إطعامه، أقول: هذا لا يخلو عن بعد، لأن أنسًا -رضي اللَّه عنه- صغيرًا تابعًا لهما فيبعد أن يدعوه من غير إذن منهما، ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك على رأي أبي طلحة أرسله وعهد إليه إذا رأى كثرة الناس دعا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خشية أن لا يكفيهم ذلك النبي ومن معه، وقد عرفوا إيثاره -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنه لا يأكل وحده، قال: وقد وجدت أكثر الروايات تقتضي أن أبا طلحة استدعى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الواقعة، واللَّه أعلم.