للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرُجُ إِلَيهِم، قَالَ: فَهُم يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ، حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ، هَذَا رسولُ ربِّ الْعَالِمِينَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالِمِينَ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ حِين أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا، وَلَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ، وَإِنِّي أعرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ،

ــ

وقوله: (يتخللهم الراهب) أي: يدخل وسطهم.

وقوله: (ما علمك؟ ) أي: سبب علمك، والغضروف: عظم لين على رؤوس المفاصل في ملتقى العظم واللحم، وهو واسطة في التقائهما والتئامهما لكونه بين بين، لا شديد شدة العظم، ولا لين لين اللحم، ولذا كان واسطة بينهما؛ لأن الواسطة بين الشيئين ينبغي أن يكون ذات جهتين ومناسبته لكل منهما كما ذكروا، ومثلوا له بأمثلة هذا أحدها، هذا كلام الحكماء، وفي (القاموس) (١): الغضروف: كل عظم رخص يؤكل، ونُغْض الكتف، ورؤس الأضلاع، وفي (النهاية) (٢): من أسفل غضروف كتفه، وهو رأس لوحه، وهذا هو المراد في الحديث.

وقوله: (مثل التفاحة) مرفوع أو منصوب أو مجرور بالبدل عن (خاتم النبوة)، وفي رواية البيهقي وأبي نعيم: قام فاحتضنه، وأنه جعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره ويخبره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ورأى


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٧٧٦).
(٢) "النهاية" (٣/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>