يره أحد منهم، ونثر على رؤوسهم كلهم تربًا كان في يده، وهو يتلو قوله تعالى:{يس} إلى قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}[يس: ١ - ٩]، ثم انصرف -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث أراد، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم. فقال: ما تنظرون هنا؟ قالوا: ننظر محمدًا، قال: قد خيبكم اللَّه، واللَّه خرج محمد عليكم، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل يده على رأسه فإذا عليه تراب، وفي رواية أبي حاتم مما صححه الحاكم من حديث ابن عباس:(فما أصاب رجلًا منهم حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا)(١).
وروي: أنه كانت قريش على بابه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخرج متقنعًا بردائه، فقال أبو جهل: هذا محمد يقول: إن اتبعتموني يكون لكم في الدنيا ملك العرب والعجم، وتدخلون الجنة في الآخرة، وإن لم تتبعوني تقتلون في الدنيا على يدي، وتدخلون النار في الآخرة، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (نعم أقول ذلك، وأنت من الذين أقتلهم في الدنيا ويدخلون النار في الآخرة)، ثم أخذ كفًّا من تراب. . . الحديث.