للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّه يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ. . . . .

ــ

وقوله: (وفي نزعه ضعف) إشارة إلى ما كان في إمارته من الاضطراب وارتداد بعض العرب وإن ظهر منه -رضي اللَّه عنه- كمال قوة وشدة في دفعهم والمحاربة معهم، أو إلى ما كان له من الرفق ولين الجانب وقلة السياسة كما كان لعمر -رضي اللَّه عنه-.

وفي الحقيقة إطلاق الضعف باعتبار قصر مدة الخلافة وقلة الفتوح، وليس في هذا حط منزلته وإثبات فضيلة عمر عليه، وإنما هو إخبار عن مدة الانتهاء، وكثرةِ انتفاع الناس في ولاية عمر وكثر الغنائم لطولها.

وقوله: (واللَّه يغفر له) لا يدل على نسبة الذنب والتقصير إليه، بل هو كلمة جارية على ألسنتهم في عرفهم، يقولون: فعل كذا واللَّه غفر له، فافهم.

وقوله: (ثم استحالت) أي: صارت الدلو (غربًا) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء: الدلو العظيمة تتخذ من جلد ثور، وهو بفتح الراء بمعنى الماء السائل بين البئر والحوض، يريد لما أخذ عمر ليسقي عظمت في يده، وانقلبت عن الصغر إلى الكبر، إشارة إلى كثرة حصول الفتوح في زمنه واتساع بلاد الإسلام.

و(العبقري) بفتح العين وسكون الموحدة وفتح القاف: الكامل من كل شيء، والسيد، والذي ليس فوقه شيء، والشديد، والعبقر: موضع كثير الجن، وقرية ثيابها في غاية الحسن، كذا في (القاموس) (١)، وقال في (مختصر النهاية) (٢): عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم، ويقال: جارية عبقرة، أي: ناصعة اللون، ويجوز أن تكون واحدة العبقر، وهو النرجس تُشَبَّهُ به العينُ، انتهى.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٣٩٣).
(٢) انظر: "النهاية" (٣/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>