للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٧ - [٥٠] وَعَنْهُ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِئَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٤٢٩١].

ــ

٢٤٧ - [٥٠] (عنه) قوله: (فيما أعلم) هذا لفظ أبي هريرة، أي: في جملة معلوماتي التي حفظتها من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال. . . إلخ، وقيل: بفتح الميم على لفظ الماضي، فهو قول الراوي من أبي هريرة، وقد يقرأ بضم الهمزة وفتح اللام ورفع الميم على صيغة المجهول المتكلم، وعلى هذا أيضًا هو لفظ أبي هريرة، والأول هو الوجه.

وقوله: (على رأس كل مئة) المراد بالرأس آخر المئة أو قريب من آخرها، هكذا اللفظ العربي، وفي الحديث: فتوفاه اللَّه تعالى على رأس ستين سنة، قال الطيبي (١): أي آخره، وقال: ورأس الآية آخرها، وكذا بعثه اللَّه على رأس أربعين سنة، وقالوا: أن المبعوث على رأس المئة الأولى عمر بن عبد العزيز، وهو إنما بعث في آخر المئة الأولى.

وقوله: (من يجدد لها دينها) (٢) قد تبادر إلى أفهام أقوام أن المراد به واحد من علماء الأمة أمتاز من بين أهل زمانه بتجديد الدين ونصرته، وترويج السنة وتقويتها،


(١) انظر: "شرح الطيبي" (١١/ ٤٤).
(٢) قال الإمام ولي اللَّه الدهلوي في "التفهيمات الإلهية" (١/ ٤٠): والمجدد رجل رزقه اللَّه سبحانه حظًا من علم القرآن والحديث، ثم ألبس لباس السكينة فجعل يضع التحريم والوجوب والكراهية والاستحباب والإباحة موضعها، وينقح الشريعة عن الأحاديث الموضوعة وأقيسة القائسين وعن كل إفراط وتفريط، ثم أظمأ اللَّه أكبادًا إليه فأخذوا عنه العلم، وعندنا أن المئة تخمين لا تعيين، ويعتبر من وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأقرب الناس إلى المجددية المحدثون القدماء منهم البخاري ومسلم وأشباههم.

<<  <  ج: ص:  >  >>