للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠٦٦ - [١١] وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ أَنْتَ، وَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، فَاسْتَاءَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، يَعْنِي فَسَاءَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ: "خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: ٢٢٨٧، د: ٤٦٣٤].

ــ

أمر شاورهما كالوزير بالنسبة إلى السلطان.

٦٠٦٦ - [١١] (أبو بكرة) قوله: (فاستاء لها) صحِّح هذا اللفظ بوجهين: أحدهما: أن استاء على وزن افتعل من السوء مطاوع ساء، يقال: ساءه فاستاء، و (لها) جار ومجرور والضمير للرؤية، أي: اغتم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لهذه الرؤية، وثانيهما: (فاستاءلها) على وزن استفعل من الأَوْل، أي: طلب تأويلها بالتأمل والنظر. (فقال: خلافة نبوة) أي: انقضت بأبي بكر وعمر بحيث يكون سالمًا عن شوب ملك كما يكون بعدهما، وأما بعد خلافة الأربعة يكون ملكًا عضوضًا، وإنما فهم هذا لأن الموازنة إنما تراعى في أشياء متقاربة، فإذا تباعدت لم يوجد للموازنة معنى، فلهذا رفع الميزان، ودلت هذه الرؤيا على انحطاط أمر الخلافة بعدهما، يعني دلت الرؤيا على أن خلافة الحق بحيث لم يشب فيها من طلب الملك شيء ينتهي بانقضاء خلافة عمر، وكون المرجوحية انتهت إلى عثمان دل على حصول المنازعة فيها، وإنها في زمن علي -رضي اللَّه عنه- مشوبة بالملك لكنها ليس بعضوض، وبعده يكون ملكًا عضوضًا، هكذا فسروا الحديث، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>