للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبٍ فَقَالَ: "هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى"، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ. فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [ت: ٣٧٠٤].

٦٠٧٧ - [٩] وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "يَا عُثْمَانُ إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: فِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ. [ت: ٣٧٠٥].

ــ

وقوله: (سمعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) مفعوله محذوف مدلول عليه بقوله: (فقال: هذا يومئذ على الهدى).

وقوله: (فقربها) من التقريب، أي: جعلها قريبة أي: ذكر أنها قريبة، و (مقنع) بضم الميم وفتح القاف وكسر النون المشددة، أي: لابس ثوبه على رأسه، وهو التطلس، وقد جاءت أخبار وأثار ذكرناها في (شرح سفر السعادة)، قال: في (القاموس) (١): المِقْنع والمِقْنعة بكسر ميمهما: ما تقنع به المرأة رأسها، والقناع بالكسر: أوسع منها.

وقوله: (هذا يومئذ) أي: يوم وقوع الفتق.

وقوله: (فأقبلت عليه) أي: على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بوجه عثمان، (فقلت) بطريق الاستفهام: (هذا؟ ) أي: هذا هو الرجل الذي يومئذ على الهدى.

٦٠٧٧ - [٩] (عائشة) قوله: (يقمصك) بالتشديد، استعار القميص للخلافة، وذكر الخلع ترشيح، أي: سيجعلك اللَّه خليفة، فالناس إن قصدوا عزلك عنها فلا تعزل


(١) "القاموس" (ص: ٦٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>