وقوله:(شهيد) أراد به الجنس؛ لأن المذكورين في الحديث بعد الصديق كلُّهم شهيد بمعنى المقتول ظلمًا، أما قتل عمر وعثمان وعلي فمشهور، وقتل طلحة في وقعة الجمل، اعتزل الناس تاركًا للقتال فأصابه سهم في حلقه، وقيل: قتله مروان بن الحكم لما كان له به عداوة وهو الأشهر، ولا ينافيه رواية إصابة السهم، واللَّه أعلم. وروى ابن عساكر [عن محمد بن عبيد اللَّه الأنصاري عن أبيه] أنه جاء رجل يوم الجمل، فقال: ائذنوا لقاتل طلحة، فسمعت عليًا يقول: بشِّره بالنار، كذا في (جمع الجوامع)
للسيوطي.
وأما الزبير -رضي اللَّه عنه- فهو أيضًا قتل يوم الجمل منصرفًا تاركًا للقتال، فقتله عمرو بن جرموز بضم الجيم وسكون الراء وضم الميم في آخره زاي، وهو في الصلاة بسفوان بفتح السين المهملة وفتح الفاء وبالنون، من أرض البصرة، ودفن بوادي السباع، وروي