على خلافة أحد وفوض الأمر إليهم، وثبوت ذلك بالإجماع، ولم يذكر في الحديث عثمان، وقيل في قوله:(ولا أراكم فاعلين) أي: بعد عمر، إشارة إلى أنه المتقدم على علي -رضي اللَّه عنه-، وقيل: ذكره -صلى اللَّه عليه وسلم- ونسي الراوي، واللَّه أعلم.
٦١٣٤ - [٢٧](وعنه) قوله: (وحَمَلَني إلى دار الهجرة) فإنه باع ناقته منه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقت الهجرة، وكان له -رضي اللَّه عنه- ناقتان، علفهما مدة أربعة أشهر وسمنهما ليوم الهجرة، فأتى بإحداهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليقبلها هبة، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إلا أن تبيع) فباعها منه بثمانية دراهم، واسمها على القول الصحيح: القصواء، وعلى قول: الجدعاء.
وقوله:(وأعتق بلالًا من ماله) امتن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإعتاق بلال لما كان يخدمه ويؤذن له، ولقوة إيمانه وحسن إسلامه، فكأنه نعمة واصلة إليه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو ذكره استطرادًا لذكر ميراثه وإن لم يكن بالنسبة إليه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(تركه الحق وما له من صديق) أي: صيَّره بهذه الصفة، فهو مفعول