وقوله:(إنكم سترون بعدي أثرة) بفتح الهمزة والمثلثة، وبضم الهمزة وسكون المثلثة، وقد تفتح، اسم من آثر يؤثر لمعنى الاستئثار والاختيار، أي: يُستأثر عليكم في أمور الدنيا ويفضَّل عليكم غيركم، أي: أمراؤكم يفضلون عليكم في الإمارة من هو أدنى منكم، وقد وقع ذلك بعده -صلى اللَّه عليه وسلم- خصوصًا في زمن عثمان -رضي اللَّه عنه- ومن بعده.
وقوله:(فاصبروا) على هذه الشدة والابتلاء ولا تخالفوهم، روي أنه قد جاء بعض الأنصار إلى معاوية شاكيًا من بعض المهاجرين فلم يُشْكِه، فقال الأنصاري: صدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إنكم سترون بعدي أثرة)، فقال معاوية: فبماذا أمركم؟ قال: بالصبر، قال: فافعلوا ما أمرتم به واصبروا.
وقوله:(حتى تلقوني على الحوض) بشارة لهم بالجنة جزاءً لصبرهم.
٦٢١٩ - [٢٤](عنه) قوله: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) قاله يوم الفتح حين أسلم أبو سفيان، قال العباس: إنه رجل يحب الفخر فاجعل له شيئًا، فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وقيل: إن أبا سفيان قد آمن رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا في داره في أيام موادعة قريش فكان ذلك مكافأة له منه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(فقالت الأنصار) القائل بذلك أناس منهم حديثة أسنانهم، والمراد ما عليه جَبِلة البشرية من الميل إلى العشيرة والأقارب، فنزل الوحي بما تقاولوا،