للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَوَهُ الدَّارِمِيُّ مُرْسَلًا. [دي: ١/ ١٥٨].

٢٦٦ - [٦٩] وَعَنْ سُفْيَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ لِكَعْبٍ: مَنْ أَرْبَابُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: الَّذِي يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَ الْعِلْمَ مِنْ قُلُوبِ الْعُلَمَاءِ؟ قَالَ: الطَّمَعُ. رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ. [دي: ١/ ١٤٠].

ــ

٢٦٦ - [٦٩] (سفيان) قوله: (من أرباب العلم؟ ) في (القاموس) (١): رب كل شيء: مالكه ومستحقه أو صاحبه، ولهذا فسره الطيبي (٢) بقوله: أي من الذي ملك العلم أو رسخ فيه، وقد يجيء الرب بمعنى المربي والمدبر والمهتمم، والتربية زيادة في الشيء بالتدريج، وفي الحديث: (ألك نعمة تربها) (٣) أي: تحفظها وتراعيها وتربيها، ويمكن حمل الحديث على هذا المعنى، فإن العلم وأنواره يزيد ويتم ويصير محفوظًا من آفة النسيان، ويصفو ويتحلى بالعمل الصالح، وفي الحقيقة نور العلم والإيمان ونور العمل تتعاكسان في الترقي والإزدياد.

وقوله: (فما أخرج العلم من قلوب العلماء؟ ) أي: بعثهم على ترك العمل الذي به صاروا أربابًا للعلم فانعزلوا وانسلخوا عنه، نعوذ باللَّه من الحور بعد الكور، قال اللَّه تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} [الأعراف: ١٧٦]، قال سيدي الشيخ أبو العباس المرسي (٤): ما رأيت العز الأكبر إلا في رفع الهمة عن الخلق،


(١) "القاموس" (ص: ٩٤).
(٢) "شرح الطيبي" (١/ ٤١٣).
(٣) أخرجه مسلم (٢٥٦٧) ولفظه: "هل لك عليه من نعمه تربها"، وأحمد في "مسنده" (٢/ ٤٦٢) ولفظه: "هل له عليك من نعمه تربها".
(٤) "لطائف المنن" (ص: ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>