للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٩٤ - [١٢] وَعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]. قَالَ: "أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. [ت: ٣٠٠١، جه: ٤٢٨٨، دي ٢٨٠٢].

ــ

الأمة المرحومة إشارة إلا أن العاقبة بالخير، وفيه من حسن المختم ما لا يخفى.

٦٢٩٤ - [١٢] (بهز بن حكيم) قوله: (وعن بهز) بفتح الباء وسكون الهاء آخره زاي.

وقوله: (كنتم خير أمة) أي: كنتم كذلك ثابتين في علم اللَّه مكتوبين في اللوح المحفوظ مذكورين في الأمم المتقدمة، والمراد جميع المؤمنين من هذه الأمة، فإن وجوه الخيرية التي يمتازون بها عمن عداهم من الأمم ثابت لكل منهم من حسن الاعتقاد وثبات القدم في الإيمان بينهم، والمحبة المتزائدة يومًا فيومًا به -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعدم الارتداد والخروج عن ربقة الإسلام، ونحو ذلك، بخلاف أمة موسى وعيسى وغيرهما، وقيل: خاص بالمهاجرين، وقيل: بالشهداء والصالحين، والمراد الخيرية المخصوصة التامة الكاملة، كما ينبئ عن سوق الآية الكريمة {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الآية [آل عمران: ١١٠].

وقوله: (قال) أي: في بيان الخير: (أنتم تتمون) من الإتمام (سبعين أمة) قالوا: المراد به التكثير لا التحديد، وقد يجيء هذا العدد بهذا المعنى كثيرًا، ولعله يكون -واللَّه أعلم- معظم الأمم السابقة وجمهورها ومشاهيرها بالغة هذا العدد، والمراد بالإتمام الختم، يعني: كما أن نبيكم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين كذلك أنتم خواتم الأمم

<<  <  ج: ص:  >  >>