للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٤ - [٧٧] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا فَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٨٢٨٢].

ــ

لا يؤخذ من كل من يروى، قال سيدي أبو عبد اللَّه بن عباد: أوصيك بوصية لا يعقلها إلا من عقل وجرب، ولا يهملها إلا من غفل وحجب، وهي أن لا تأخذوا هذا العلم مع متكبر ولا صاحب بدعة ولا مقلد، فأما الكبر فطابع يمنع من فهم الآيات والعبر، والبدعة في البلايا الكبر، والتقليد يمنع من بلوغ الوطر ونيل الظفر (١).

٢٧٤ - [٧٧] (حذيفة) قوله: (يا معشر القراء) أي: الذين يحفظون القرآن بألسنتهم فقط، كذا في شرح الشيخ (٢)، وقيل: المراد بالقراء العلماء بالكتاب والسنة المقصرون في العمل بذلك.

وقوله: (فقد سبقتم) روي بصيغة المعلوم فهو خطاب لمن أدرك أوائل الإسلام، فإنهم لما تمسكوا بالكتاب والسنة سبقوا إلى كل خير؛ لأن من جاء بعدهم وإن عمل بعملهم لم يصل إلى ما وصلوا من سبقهم إلى الإسلام، وقد يروى بالمجهول أي: فقد سبقكم المتصفون بتلك الاستقامة إلى اللَّه، وقال القاضي عياض في (المشارق) (٣): (فقد سبقتم) كذا عند ابن السكن بفتح السين والباء، ولغيره (سبقتم) بضم السين على ما لم يسم فاعله، والأول الصواب بدليل سياق الحديث وقوله بعد: (وإن أخذتم يمينًا وشمالًا فقد ضللتم).


(١) انظر: "روح المعاني" (٥/ ٢٧١).
(٢) انظر: "فتح الباري" (٢/ ١٩٣).
(٣) "مشارق الأنوار" (٢/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>