للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الكوفيين، روى عنه جماعة.

٢٢٣ - خبيب بن عدي: هو خبيب بن عدي الأنصاري الأوسي، شهد بدرًا، وأسر في غزوة الرجيع سنة ثلاث فانطُلِق به إلى مكة، فاشتراه بنو الحارث بن عامر، وكان خبيب قد قتل الحارثَ يوم بدر كافرًا فاشتراه بنوه ليقتلوه به، فأقام عندهم أسيرًا، ثم صلبوه بالتنعيم، وهو أول من صُلِب في الإسلام، روى عنه الحارث بن البرصاء.

روي في "صحيح البخاري" أن خبيبًا استعار من بعض بنات الحارث مُوسًى ليستحِدَّ بها، فأخذ ابنًا لها وهي غافلة فأجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت أمه فزعة عرفها خبيب في وجهها، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. فقالت: واللَّه ما رأيت أسيرًا قط خيرًا من خبيب، واللَّه لقد وجدته يومًا يأكل من قِطْف عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمر، وكان يقول: إنه لرزق من اللَّه رزقه خبيبًا، فلما أخرجوه من الحرم ليقتلوه في الحل قال خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه فركعهما، فقال: واللَّه لولا أن ينسُبوني إلى جزعٍ لزِدتُ، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا، وقال:

فلستُ أبالي حين أُقتَلُ مسلمًا ... على أيِّ شقٍّ (١) كان في اللَّه مضجعي (٢)

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يُبارِكْ على أوصالِ شِلْوٍ ممزَّعٍ (٣)


(١) في نسخة: "جنب".
(٢) في نسخة: "مصرعي".
(٣) ثمّ قام إليه أَبُو سِرْوَعَةَ عقبة بن الحارث فقتله، وروي أنه قال خبيب عند قتله: اللهم إني لا أجد من يبلغ رسولك مني السلام فبلغه، وفي رواية أبي الأسود عن عروة: أخبر جبريل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من ذلك، فأرسل أحدًا ليجيء بجسده، فلما أتى مكة رأى قريشًا يشربون الخمر =

<<  <  ج: ص:  >  >>