منهما:"ارم فداك أبي وأمي" ولم يقل ذلك لأحد غيرهما، وكان قصيرًا غليظًا آدم أشعر الجسد، مات في قصره بالعقيق قريبًا من المدينة، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم، وهو يومئذ والي المدينة، ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين وله بضع وسبعون سنة، وهو آخر العشرة موتًا، ولاه عمر وعثمان الكوفة، روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين.
٣١١ - سعد بن معاذ: هو سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي الأوسي أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية، فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل ودارهم أول دار أسلمت من الأنصار، وسمّاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سيد الأنصار، كان مقدمًا مطاعًا شريفًا في قومه، من أجلة الصحابة وأكابرهم وخيرهم، شهد بدرًا وأحدًا وثبت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ، ورُمِي يوم الخندق في أكحله، ولم يرقأ الدم حتى مات بعد شهر، وذلك في ذي القعدة سنة خمس وهو ابن سبع وثلاثين سنة، ودفن بالبقيع، روى عنه نفر من الصحابة.
٣١٢ - سعد بن خولة: هو سعد بن خولة، شهد بدرًا، ومات بمكة في حجة الوداع.
٣١٣ - سعد بن عبادة: هو سعد بن عبادة، يكنى أبا ثابت، الأنصاري الساعدي الخزرجي، كان أحد النقباء الاثني عشر، وكان سيد الأنصار مقدمًا فيهم وجيهًا، له رياسة وسيادة يعترف له قومه بها. روى عنه نفر، ومات بـ (حوران) من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر سنة خمس عشرة، وقيل: مات في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة، ولم يختلفوا أنه وجد ميتًا في مغتسله، وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلًا يقول ولا يرون أحدًا: