للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأصابتهم كآبة (١) لم يصبهم مثلها، فسماني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ الفاروق، فرق اللَّه بي بين الحق والباطل (٢). فقال داود بن الحصين والزهري: لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.

وقال عبد اللَّه بن مسعود: واللَّه إني لأحسب علم عمر إذا وضع في كفة الميزان ووضع علم سائر أحياء الأرض في كفة الميزان لرجح عليه علم عمر، وقال: إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم حين ذهب.

وشهد المشاهد كلها مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين. وكان أبيض تعلوه حمرة، وقيل: آدم طوالًا أصلع شديد حمرة العينين، قام بالأمر بعد موت أبي بكر بعهده إليه ونصبه عليه، طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة بالمدينة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ودفن يوم الأحد غرة المحرم سنة أربع وعشرين، وله من العمر ثلاث وستون سنة، وهو أصح ما قيل في عمره، وكانت خلافته عشر سنين ونصفًا، وصلّى عليه صهيب، روى عنه أبو بكر وباقي العشرة، وخلق كثير من الصحابة والتابعين.

٤٥١ - عمر بن أبي سلمة: هو عمر بن أبي سلمة، واسم أبي سلمة عبد اللَّه بن عبد الأسد المخزومي القرشي، وعمر هذا هو ربيب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمه أم سلمة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولد بأرض الحبشة في السنة الثانية من الهجرة، وقبض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وله تسع سنين، ومات زمن عبد الملك بن مروان بالمدينة سنة ثلاث وثمانين، حفظ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروى عنه أحاديث، وعنه جماعة.


(١) شكستكَي وبدحالي از غم.
(٢) انظر: "حلية الأولياء" (١/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>