للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: إنه بعثه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة بعد أن بايع العقبة الأولى، فكان يأتي الأنصار في دورهم ويدعوهم إلى الإسلام، فيسلم الرجل والرجلان حتى فشا الإسلام فيهم، فكتب إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يستأذنه أن يجمع بهم فأذن له، ثم قدم على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع السبعين الذين قدموا عليه في العقبة الثانية فأقام بمكة قليلًا، ثم عاد إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو أول من قدمها، وقتل يوم أحد شهيدًا وله أربعون سنة أو أكثر، وفيه نزل {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣]، وكان إسلامه بعد دخول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دار الأرقم.

٨٢٢ - معاوية بن أبي سفيان: هو معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي، وأمه هند بنت عتبة، كان هو وأبوه من مسلمة الفتح ثم من المؤلفة قلوبهم، وهو أحد الذين كتبوا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الوحي، وقيل: لم يكتب له من الوحي شيئًا إنما كتب له كتبه. روى عنه ابن عباس وأبو سعيد، تولى الشام بعد أخيه يزيد في زمن عمر ولم يزل بها متوليًا حاكمًا إلى أن مات، وذلك أربعون سنة، منها في أيام عمر أربع سنين أو نحوه ومدة خلافة عثمان وخلافة علي وابنه الحسن وذلك تمام عشرين سنة، ثم استوثق الأمر بتسليم الحسن بن علي إليه في سنة إحدى وأربعين، ودام له [الأمر] عشرين سنة، ومات سنة ستين في رجب بدمشق وله ثمان وأربعون سنة (١)، وكان أصابته لقوة (٢) في آخر عمره، وكان يقول في آخر عمره: يا ليتني كنت رجلًا من قريش بذي طُوًى ولم ألِ من هذا الأمر شيئًا، وكان عنده إزار رسول اللَّه ورداؤه وقميصه وشيء من


(١) كذا في الأصل، وهو خطأ، والصواب: ثمان وسبعون سنة، كما في "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (٤٦٣٨). وقال الحافظ في "التقريب" (٦٧٥٨): مات في رجب سنة ستين، وفد قارب الثمانين، انتهى.
(٢) اللّقوة: داءٌ يكون في الوجه يعوج منه الشدق. (لسان العرب، مادة: لقا).

<<  <  ج: ص:  >  >>