للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سُلَّما

تعاظمني ذنبي فلما قرنتُه ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منَّةً وتَكَرُّمَا

فلولاك لم يسلم من إبليس عابد ... وكيف وقد أغوى صفيّك آدما

وقال أحمد بن حنبل: رأيت الشافعي في المنام فقلت: يا أخي ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي وتوّجني وزوجني وقال لي: هذا بما لم تُزهَ بما أرضيتك، ولم تعجب وتتكبر فيما أعطيتك.

اتفق العلماء قاطبة من أهل الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو وغير ذلك على ثقته وأمانته وعدالته وزهده وورعه وتقواه وجوده وحسن سيرته وعلو قدره، فالمُطنِب في وصفه مقصِّر، والمُسهِب (١) في مدحه مقتصر.

١٠١٣ - أحمد بن حنبل: هو الإمام أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي، ولد ببغداد سنة أربع وستين ومئة، ومات بها سنة إحدى وأربعين ومئتين، وله سبع وسبعون سنة، كان إمامًا في الفقه والحديث والزهد والورع والعبادة، وبه عرف الصحيح والسقيم، والمجروح من المعدل، ونشأ ببغداد وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة، وكتب عن علماء ذلك العصر، فسمع من يزيد بن هارون ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة ومحمد بن إدريس الشافعي وعبد الرزاق بن همام وخلق كثير سواهم، روى عنه ابناه صالح وعبد اللَّه وابن عمه حنبل بن إسحاق ومحمد بن إسماعيل


(١) أي: كثير الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>