للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تختنق بها مهما رعت وعلقت بغصن، وهذا تأويل محمد بن الحسن رحمه اللَّه، وقيل: إنهم يعقدون عليها الأجراس، ويدل على هذا تبويب البخاري (١).

وقيل: المراد الخرزات تعقد في رقبة الولدان لدفع العين وهو من شعار الجاهلية، وقيل: أراد بالوتر الذحل بالذال المعجمة والحاء المهملة محركة: الثأر أو طلب مكافأة بجناية جنيت عليك من قتل أو جرح أو هو العداوة والحقد، أي: لا تطلبوا الأوتار وهي الذحول التي وترتم بها في الجاهلية، هكذا قال التُّورِبِشْتِي (٢) وغيره، ولكن لا يخفى أن الرواية في هذا الحديث (وترًا) بفتحتين حتى حملوه على وتر القوس، والوتر بمعنى الذحل بسكون التاء وكسر الواو وفتحها على الخلاف كما هو الذي بمعنى العدد الفرد، فإن أهل الحجاز يقولونه بالفتح في الفرد وفي الذحل بالكسر، وتميم وقيس وبكر يقولونها بالكسر، وأهل العالية بالكسر في الفرد وفي الذحل بالفتح، وقد قرئ بهما قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: ٣].

نعم هذا المعنى يصح الحمل عليه في الحديث الذي جاء فيه (الأوتار) بلفظ الجمع، كما نقل عياض في (المشارق) (٣): (قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار)، وكما في (مجمع البحار) (٤) عن (النهاية): أمر أن يقطع الأوتار عن أعناق الخيل كانوا يقلدونها بها، فإن (الأوتار) يجيء جمع كل من اللفظين، اللهم إلا أن يروى الذي فسره بمعنى الذحل بسكون التاء، واللَّه أعلم.


(١) "صحيح البخاري" (كتاب: الحج، باب: ١٠٩).
(٢) "كتاب الميسر" (١/ ١٣٦).
(٣) "مشارق الأنوار" (٢/ ٤٧٣).
(٤) "مجمع بحار الأنوار" (٥/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>