للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم العلماء الذين شرحوا ألفاظَها ومعانيها، وبَيَّنُوا مُشْكِلاتِها ومُجملاتِها، وكَشَفُوا حَقَائقَها ودقَائقَها، ثم الذين جاؤا من بعدهم، وصنَّفُوا كُتُبًا، ورَتَّبُوا صُحُفًا، وهَذَّبُوهَا وحَرَّرُوهَا، رَحِمَهُم اللَّهُ، وشكر اللَّهُ سعيَهُمْ، وجَزَاهُم خيرًا عن المسلمين.

وإنّ هذا العبدَ الضعيف الفقير إلى اللَّه القويِّ الغني الباري عبدَ الحق بن سيف الدين (١) بن سعد اللَّه (٢) الدهلوي البخاري، أصلح اللَّه شانه، وعصمه عما شانه، لما تشرف بحج بيت اللَّه الحرام، وزيارة قبر نبيّه وحبيبه عليه الصلاة والسلام، أقام بالحرمين الشريفين -زاد هما اللَّه تشريفًا وتعظيمًا- بُرهةً من الزمان، واستسعد بخدمة هذا العلم الشريف، وأدرك عدةً من علماء هذا الشأن، وحصل له منهم الإجازات والبركات، بتوفيق واهب العطيات، ومفيض الخيوات، من أجلِّهم وأفضلِهم، وأعظمِهم وأكملِهم، قُدوةُ العارفين، وزُبدةُ المتّقين، الشيخ العالم العامل، العارف الكامل، الولي المتّبع المقتدى، طود (٣) العلم ونور الهدى، مشيّد قواعد الطريقة، والجامع بين أحكام


(١) الشيخ الفاضل سيف الدين بن سعد اللَّه بن فيروز البخاري الدهلوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بدهلي في بيت علم وصلاح، وأخذ عن الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي وعن غيره من العلماء والمشايخ وصحبهم واستفاض منهم، وله رسالة تسمى بـ "المكاشفات في الحقائق والتوحيد"، وله "سلسلة الوصال" منظومة بالفارسية، وكان شاعرًا مجيد الشعر صاحب أذواق ومواجيد، مات لثلاث بقين من شعبان سنة: ٩٩٠ هـ. "نزهة الخواطر" (٤/ ٣٤٦).
(٢) الشيخ الفاضل سعد اللَّه بن فيروز بن موسى بن معز الدين البخاري الدهلوي، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة من الشيخ محمد بن منكن الصديقي الملاوي، وكان زاهدًا عفيفًا متين الديانة قانعًا على اليسير، مات يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الأول سنة: ٩٢٨ هـ بدهلي. "نزهة الخواطر" (٤/ ٣٤٣).
(٣) الطَّوْد: الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>