للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نجِدِ الْمَاءَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٥٢٢].

ــ

لغيرنا مسجدًا ولم يجعل طهورًا، وقال: وأما الثالثة فمحذوفة ههنا ذكرها النسائي من رواية أبي مالك وهي خواتم البقرة، كذا في (شرح مسلم) (١).

وقوله: (جعلت تربتها لنا طهورًا) قال الطيبي (٢): خص التراب لكونه طهورًا، وهو مذهب الشافعي وأحمد رحمهما اللَّه في أقوى الروايتين منه، وبه قال أبو يوسف، وفي رواية عنه وعن أحمد وبالرمل أيضًا، وجوز أبو حنيفة ومالك ومحمد، وأحمد في رواية: بكل ما هو جنس الأرض، وهو ما لا يلين وينطبع أو يحرق فيصير رمادًا، ولهم حديث جابر في (صحيح البخاري) (٣): (وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا)، وهي تشتمل التراب وغيره، والعمل بهذا الحديث أولى وأحوط؛ لأن فيه العمل بحديث حذيفة أيضًا، والعمل بحديث حذيفة بتخصيصه بالتراب يفوت العمل بهذا، وبهذا سقط ما قال الطيبي: حديث حذيفة مفسَّر، والمفسر من الحديث يقضي على المجمل، قلنا: بل مطلق لا مجمل، منع بعضهم الاستدلال بلفظ التربة على خصوصية التيمم بالتراب بأنه قال: تربة كل مكان ما فيه من تراب أو غيره، وأجيب بأنه قد ورد في الحديث المذكور بلفظ التراب، أخرجه ابن خزيمة وغيره في حديث علي -رضي اللَّه عنه-: (وجعل التراب لي طهورًا) كذا في (الفتح) (٤).

وروى أحمد والبيهقي وإسحاق بن راهويه والطبراني في (الأوسط) (٥) عن أبي


(١) انظر: "شرح النووي" (٥/ ٤).
(٢) "شرح الطيبي" (٢/ ١٢٧).
(٣) "صحيح البخاري" (٤٣٨).
(٤) "فتح الباري" (١/ ٤٣٨).
(٥) "مسند أحمد" (٢/ ٣٥٣)، "السنن الكبرى" (١/ ٢١٧)، و"مسند إسحاق بن راهويه" =

<<  <  ج: ص:  >  >>