لما يوجب مطالبة اللَّه إياكم من نقض عهده وخيانة أمانته.
وقوله:(من ذمته) أي: من خيانتكم في ذمته وأمانته تعالى، و (من) تبعيضية أو بيانية قدمت على المبيَّن، وفي تكرير الجلالة والذمة مع إقامة المسبَّب مُقام السبب مبالغة وتأكيد.
وقوله:(بشيء) أي: بشيء قليل فضلًا عن كثير، والمعنى: لا تتعرضوا لمن صلى صلاة الصبح بشيء يسير، فإن تعرضتم يدرككم اللَّه ويكبكم على وجوهكم إذ لا مهرب ولا مفر عنه تعالى.
٦٢٨ - [٥](أبو هريرة) قوله: (لو يعلم الناس) عدل عن الماضي إلى المضارع لقصد الاستمرار، أي: لو علم الناس ما في منصب الأذان والاستباق إلى الصف الأول من الفضيلة، وجاء في رواية أبي الشيخ:(من الخير والبركة)، (ثم لم يجدوا) أي: شيئًا من وجوه الأولوية والرجحان (إلا أن يستهموا عليه) أي: يقترعوا، وسمي الاقتراع استهامًا؛ لأن الغالب وقوعه بسهام تكتب عليها الأسماء لاقترعوا، أي: ذلك أمر عظيم يُتنافس فيه ويُتنازع ويُقترع عليه، وحمل بعضهم الاستهام على الترامي بالسهام للمبالغة، واستأنس بحديث لفظه:(لتجادلوا عليه بالسيوف)، لكنَّ فهمَ البخاري من الاستهام الاقتراع أولى؛ لمَا ذكر أن قوما اختلفوا في الأذان فأقرع بينهم سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه-.