عفوا} أي حتى كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم، من قولهم: عفا النبات وعفا الشحم والوبر إذا كثر كل منهن، والعافي طالب المعروف والإحسان، قال الأعشى:
تطوف العفاة بأبوابه ... كطوف النصارى ببيت الوثن
فالعفاة جمع عاف، وقال عروة بن الورد:
وأني أمرؤ عافي إنائي شركة ... وأنت أمرؤ عافي إنائك واحد
الرسم: هو ما لصق بالأرض من آثار الدار، مثل البعر والرماد وغيرهما، وجمعه أرسم ورسوم، كما يقال: أبحر وبحور، في جمع البحر، وقال: رسمها، ولم يقل رسومها اكتفاءً بالواحد عن الجميع كما قال الآخر:
بها جنيف السحرى، فأما عظامها ... فبيض، وأما جلدها فصليب
والضمير المتصل برسمها ونسخها يعود إلى الأمكنة المذكورة في هذا البيت وسابقه، ونسج الريحين الدار اختلافهما عليها، فهذه تستر آثار الدار بالتراب، والأخرى تزيله عنها، فلا يذهب الأثر. جنوب: أراد ريح الجنوب. شمأل: أراد ريح الشمال، وفي الشمال لغات، يقال: شمال وشمأل وشأمل وشمل وشمل وشمول.
وأذكر أن الرياح الأصول أربع: إحداها الشمال، وتأتي من ناحية الشام، وهي شمال من استقبل مطلع الشمس، وهو بمكة المكرمة، وهذه الريح حارة في الصيف، باردة في الشتاء، والثانية الجنوب مقابلتها، وهي الريح اليمانية، والثالثة الصبا بفتح الصاد، وتأتي من مطلع الشمس، وتسمى القبول أيضًا، والرابعة الدبور، وتأتي من جهة المغرب، قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور).