ويطلق على المخالط والمعاشر لك في هذه الدنيا، هذا وصاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- من اجتمع به مؤمنًا ولو مرة واحدة في حياته، ويطلق الصاحب على مالك الشيء، يقال: صاحب الدار وصاحب الجمل ونحو ذلك. المطي: جمع مطية، وتجمع أيضًا على مطايا ومطيات، والمطية الناقة أو البعير، سميت مطية لأنها يرتكب مطاها، أي ظهرها، وقيل: سميت مطية لأنها يمطى بها في السير، أي يمد بها، ووزن مية من الفعل فعيلة، أصلها مطيوة، فلما أجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة، والسابق ساكن، قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، هذا وقد يطلق اسم المطيعة على الحمار يقع للمذكر والمؤنث، وأنشد في تصداق ذلك:
إن الحمار مع الحمار مطية ... فإذا حكوت بها فبئس الصاحب
يقولون: أصله يقولون، فيقال في إعلاله اجتمع معنا حرف صحيح ساكن وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت الضمة إلى القاف بعد سلب سكونها، فصار يقولون، هذا والقول يطلق على خمسة معان: أحدها اللفظ الدال على معنى، الثاني حديث النفس، ومنه قوله تعالى:{ويقولون في أنفسهم} الثالث الحركة والإمالة، يقال: قالت النخلة، أي مالت: الرابع ما يشهد به الحال كما في قوله تعالى: {قالتا: أتينا طائعين} الخامس الاعتقاد، كما تقول: هذا قوله المعتزلة، وهذه مقالة الأشاعرة: أي ما يعتقدونه، وانظر شرح الكلام في البيت ٦٢ من معلقة زهير.
أسى: أسفًا وحزنًا، يقال: قد أسيت على الشيء أسى شديدًا، إذا حزنت عليه، وأصله أسيًا بفتح الهمزة والسين، وتحريك الياء منونة، فقلت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الألف والتنوين الذي يرسم ألفًا في حالة النصب بحسب الأصل، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين،