للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصار أسى، وإنما أتوا بياء أخرى لتدل على الياء الأصلية المحذوفة، بخلاف ما إذا لم يأتوا بها، وقالوا: أسًا فلا يوجد ما يدل عليها. تجمل: أي أظهر الجمال، وأراد لا تظهر الجزع، ولكن تصبر، وأظهر للناس خلاف ما في قلبك من الحزن، لئلا تشمت بك العواذل والعداة، ولا يكتئب لك الأخلاء، ويروى تحمل بالحاء المهملة، ومعناه قريب من الأول، والتجمل التكلف، وكذلك كل مصدر يأتي على وزن تفعل، يدل على أن الفاعل يتكلف الفعل ليصبح من عاداته وسجاياه مثل تسل وتكرم، قال الشاعر:

تكرم لتعتاد الجميل، فلن ترى ... أخا كرمٍ إلا بأن يتكرما

وتعز وتحلم كقول الأحنف بن قيس، وقيل: هو لحاتم الطائي:

تحلم عن الأدنين، واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما

المعنى يقول: بعد أن بين في البيت السابق حاله لقد وقف علي أصحابي، وأنا قاعد عند رواحلهم، قائلين لي لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع، وتجمل بالصبر، وأظهر للناس خلاف ما في قلبك من الحزن والجزع.

الإعراب: وقوفًا: حال عامله (قفا) في أول القصيدة، أو الفعل (نبك) وقيل: هو مفعول مطلق عامله قفا، وهذا الاختلاف يعود إلى الاختلاف في تفسيره، فإن كان جمع واقف، فهو حال، وإن كان مصدرًا فهو مفعول مطلق. بها: جار ومجرور متعلقان بوقوفًا. صحبي: فاعل بوقوفًا مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بوقوفًا. مطيهم: مفعول به لوقوفًا، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور. يقولون: فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>