للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ما زلت به الألسن فالحق بأهلك) فلحق بأهله، وأرسل إلى النعمان بأبيات قالها:

لئن رحلت جمالي لا إلى سعة ... لا مثلها سعة عرضًا ولا طولا

بحيث لو وزنت لخم بأجمعها ... ما وزنت ريشة من ريش سمويلا

ترعى الروائم أحرار البقول بها ... لا مثل رعيكم ملحًا وغسويلا

فأبرق بأرضك بعدي واخل متكئًا ... مع النطاسي طورًا وابن توفيلا

فأجابه النعمان بقوله:

شرد برحلك عني حيث شئت ولا ... تكثر علي، ودع عنك الأباطيلا

فقد ذكرت به والركب حامله ... ما جاور الفيل أهل الشام والنيلا

نما انتفاؤك منه بعدما جرعت ... هوج المطي به أبراق شنيلا

قد قيل ما قيل إن صدقًا وإن كذبًا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا؟

فالحق بحيث رأيت الأرض واسعةً ... فانشر بها الطرق، إن عرضًا وإن طولا

وقد كان لبيد مخضرمًا، قال الشعر في الجاهلية والإسلام، وإنما قيل لمن كان على هذه السبيل مخضرمًا لأن بعض أيام مضت في الجاهلية، وبعضها في الإسلام. وقال بعض الرواة: لم يقل لبيد في الإسلام إلا بيتًا واحدًا:

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا

والحق فقد روي له مقطعات، وما يروى عند موته يثبت ذلك.

يروى عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة رضي الله عنها كانت تكثر تمثل قول لبيد:

<<  <  ج: ص:  >  >>