للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السقوط، وهو أحد الأفعال التي يتغير معناها بتغير الجار الذي يتعلق بها، تقول: ملت إليه، وملت عنه، وأيضًا عدل وانحرف وانصرف، ومنها رغب، تقول: رغبت في الأمر ورغبت عنه، ولذا كان قول القائل:

ويرغب أن يبني المعالي خالد ... ويرغب أن يرضى صنيع الألائم

محتملًا للمدح والذم، كما يجوز تقدير (عن) أو (في) في قوله تعالى: {وترغبون أن تنكحوهن} ومنها ادعى، يقال: ادعى فلان في بني هاشم إذا انتسب إليهم، وأدعى عنهم إذا عدل بنسبه عنهم، ومثل ذلك كثير، وهذا مما يدل على اتساع اللغة العربية. الغبيط: الهودج بعينه، وقيل: هو قتب الهودج، وقيل: هو مركب من مراكب النساء غير الهودج. عقرت: جرحت، واعتقر وانعقر ظهر الدابة من الرحل أو السرج دبر. بعيري: يقع البعير على الذكر والأنثى، وإذا كان كذلك، فلا فرق بين أن تقول: بعيري، وأن تقول: ناقتي لن البعير يقع عليهما، خلافًا لأبي عبيدة القائل: وإنما قالت: عقرت بعيري، ولم تقل: ناقتي لأنهم يحملون النساء على الذكور، لأنها أقوى وأضبط وإنما يسمى بعيرًا إذا بزل نابه، أي ظهر، ويجمع على أبعرة وبعران، وجمع الجمع أباعر وأباعير. امرأ: هذه الكلمة أصلها المرء، ولما كثر استعمالهم لها حتى أصبحت تستخدم للدلالة على الإنسان، وعلى الحيوان مجازًا، وكان الهمز في آخرها ثقيلًا بعد السكون، حففوها كثيرًا بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الراء، فقالوا: المر، وبذلك أشبهت الراء منها النون من (ابن) في تلقي حركات الإعراب، ولإعلالهم هذه الكلمة كثيرًا بحذف الهمز شبهوها بما حذف آخره، نحو (اسم، ابن، است) فجبروها بهمزة وصل في حالة التنكير، ثم ردوا إليها الهمزة، فقالوا: أمرؤ، وبذلك أصبحت تعرب من مكانين، فتظهر حركات الإعراب فيها على الراء والهمزة، فتقول: هذا أمرؤ القيس، ورأيت امرأ

<<  <  ج: ص:  >  >>