وفي مختار الصحاح، ويقال: امرأة حامل وحاملة، إذا كانت حبلى، فمن قال: حامل قال: هذا نعت لا يكون إلا للإناث، ومن قال: حاملة بناه على حملت، فهي حاملة، وأنشد:
تمخضت المنون له بيومٍ ... أتى، ولكل حاملة تمام
فإذا حملت المرأة شيئًا على ظهرها أو على رأسها، فهي حاملة لا غير، لأن الهاء إنما تلحق للفرق، فما لا يكون للمذكر لا حاجة فيه إلى علامة التأنيث، فإن أتي بها فإنما هو على الأصل، هذا قول أهل الكوفة. وقال أهل البصرة: هذا غير مستمر لأن العرب تقول: رجل أيم وامرأة أيم، ورجل عانس وامرأة عانس مع الاشتراك، وقالوا: امرأة مصيبة وكلبة مجرية مع الاختصاص، قالوا: والصواب أن يقال: إن قولهم: حامل وطالق وحائض ونحوها أوصاف مذكرة وصفت بها الإناث كما أن الربعة والراوية والخجأة أوصاف مؤنثة وصف به الذكور، وانظر ما ذكرته في عاقر في البيت رقم -٧٤ - من معلقة لبيد -رضي الله عنه-.
ألهيتها: شغلتها وصرفتها، تمائم: جمع تميمة، وهي المعاذة التي تعلق على جبهة الصبي، وقاية من العين أو السحر، محول: اسم فاعل من أحول الصبي، إذا تم له حول من عمره، ويروى مكانه (مغيل) وهو الذي تؤتى أمه، وهي ترضعه، أو هو الذي يرضع على حمل، وإنما خص الحبلى والمرضع بالذكر لأنهما أزهد النساء في الرجال، ولا تنس أن كل حامل تمنع الذكر إلا المرأة.
المعنى يقول: فرب امرأة مثلك يا عنيزة حبلى قد أتيتها ليلًا، ورب مرأة مثلك يا عنيزة مرضع قد طرقتها ليلًا أيضًا، فشغلتها عن ولدها الصغير صاحب التعاويذ والتمائم المعلقة عليه وقاية من العين، والذي تم له حول،