محذوف، والحلوبة تستعمل بلفظ واحد للواحد والمثنى والجمع، وقيل: هي بمعنى محلوب، وفعول إذا كان بمعنى جاز أن تلحقه تاء التأنيث عندهم وجمع حلوبة حلائب، ويروى مكان حلوبة (خلية) والخلية أن تعطف ثلاث نوق، أو اثنتان على حوار واحد، وتنحر أولادها فيدررن عليه، فيلمظ من ثنتين، ويتخلى الراعي بواحدة لنفسه، وإنما تعطف هذه الخلية عليه، ثم يتخذونها لأنفسهم لأنهم لو لم يعطفوها على ولد لم تدرر وجمع خلية خلايا. سودا: إنما خص السود بالذكر لأن ما كان لحلب فالسواد فيه أبهى وأملأ للفناء، وهم يستحبون الحمر والصهب للركوب- وقد يطلقون اسم الصفر على السود كما في قوله تعالى:{كأنه جمالة صفر} -. خافية الغراب: جمعها خوافي، وهي أربع من ريش الجناح تكون مما يلي الظهر، لا تظهر بخلاف القوادم فإنها تظهر، والخوافي قوة للقوادم كما قال بشار بن برد:
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم
الأسحم: الأسود الشديد السواد، وهو لون الغربان، هذا والتاء في اثنتان كالتاء في ابنتان، إلا أنهم لم يقولوا: اثنة، كما قالوا: ابنة، ويقال: ثنتان، وبنتان، إلا أنه لم يستعمل واحد الثنتين بالتاء، كما استعمل بنت، ومجيء الهمزة في أولهما أحسن لأن اللغة العالية على ذلك، والأخرى جيدة أيضًا.
المعنى يقول: يوجد في حمولة أهل الحبيبة اثنتان وأربعون ناقة حلوبة سودًا، مثل ريش الغراب الخفي، ففيه إيماء بأن أهل الحبيبة ذوو غنى ويسار.
الإعراب. فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. ثنتان: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق