بالمثنى، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. الواو: حرف عطف. أربعون: معطوفة على سابقة بالواو العاطفة مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. حلوبة: تمييز للعدد، وهو صفة لموصوف محذوفة. سودا: يروى بالرفع والنصب، فالرفع على أنه صفة للعدد، والنصب من ثلاثة أوجه ذكرها ابن هشام في كتابه شذور الذهب: الأول كونه صفة لحلوبة، الثاني كونه حالًا من العدد، الثالث كونه حالًا من حلوبة مع كونه نكرة، وهو ما استشهد به ابن هشام على مجيء الحال من النكرة كما في قول عائشة رضي الله عنها: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، وصلى وراءه رجال قيامًا، وقال: كما روى سيبويه من قولهم: عليه مئة بيضًا، وأقول: اعتبار (سودًا) حالًا من العدد لا يجيزه الجمهور لأنه مبتدأ كما هو معروف في محاله، واعتبار (سودا) حالًا من حلوبة، وهو نكرة غير مسلم نه صفة لموصوف محذوف كما رأيت بخلاف (رجال) في الحديث فإنه نكرة وغير صفة لموصوف محذوف؛ فالحال منه، وهو نكرة الاخفاء فيه، لذا أرى أن اعتبار (سودا) صفة ثانية للموصوف المحذوف، أو حال منه بعد وصفه بحلوبة على حد قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه} أحق وأولى، وعلى رواية رفع (سود) واعتباره صفة للعدد.
قال التبريزي: فإن قيل: كيف جاز أن ينعتهما، وأحدهما معطوف على صاحبه، قيل: لأنهما قد اجتمعا فصارا بمنزلة قولك: جاءني زيد وعمرو الظريفان. كخافية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثالثة للموصوف المحذوف، أو في محل نصب حال منه، وقيل: متعلقان بمحذوف صفة سود، فتكون هذه الصفة كاشفة ومبينة لقوة السواد، ولا تنس أن الكوفي يعتبر الكاف اسمًا فالمحل لها عنده، وخافية مضاف والغراب مضاف إليه.