سألت الناس عن خلٍّ ودود ... فقالوا: الناس من خلٍّ ودود
فقلت: اليس فيهم ذو وفاءٍ؟ ... فقالوا: كان ذلك في الجدود
احفظ البيتين؛ ولا تنس ما فيهما من الجناس التام، لذا فإنه يمكن القول إنه لا وجود للصديق بالمعنى الحقيقي بل صار وجوده مستحيلاً كما قال القائل:
قد قيل: إن المستحيل ثلاثةٌ ... الغول والعنقاء والخل الوفي
وقال الآخر
سألت الناس عن خلٍّ وفيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سبيل
تمسك إن ظفرت بذيل حُرٍّ ... فإن الحر في الدنيا قليل
ومما هو جدير بالذكر أن كل صداقة لا تكون على أساس من التقوى، تنقلب في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين} وانظر نتيجة صداقة إبليس اللعين في سورة إبراهيم وسورة ق. ظعائن: جمع ظعينة، والمراد بها المرأة لأن زوجها يظعن بها، أي يرتحل، ويقال: الظعينة في الأصل الهودج، فيه امرأة أم لا؟ ثم سميت به المرأة ما دامت فيه، ثم سميت به وإن كانت في بيتها، وقال أبو الحسن بن كيسان: هذا من الأسماء التي وضعت على شيئين إذا فارق أحدهما صاحبه لم يقع له ذلك الاسم، لا يقال للمرأة: ظعينة حتى تكون في الهودج، ولا يقال للهودج: ظعينة حتى تكون فيه المرأة، كما يقال: جنازة للميت إذا كان على النعش، ولا يقال للميت وحده: جنازة، ولا النعش وحده جنازة، وكما يقال للقدح الذي فيه الخمر: كأس، ولا يقال للقدح وحده: كأس، ولا للخمر وحدها: كأس، والظعينة فعلية بمعنى مفعولة، وجمعها ظُعْن بضم فسكون، وظُعُن بضمتين وظعائن، وجمع الجمع أظعان وظُعُنات بضمتين. تحملن: