قوله تعالى:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} وإلى قوله جلت حكمته: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيامٍ إلا رمزًا} ثم أنظر إلى قول الشاعر الذي نفى الكلام اللفظي عن محبوبته؛ وأثبت لعينيها القول، وذلك في قوله، وهو عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة محزون، ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال: مرحبًا ... وأهلًا وسهلًا بالحبيب المتيم
وأنظر شرح القول في البيت رقم- ٦ - من معلقة امرئ القيس، وشرح (ترى) في البيت رقم- ٤ - منها.
المعنى يقول: كم من رجل صامت لا يتكلم يعجبك صمته ومنظره فتستحسنه، ولكن عندما يتكلم إما أن يزيد ما استحسنته منه، وإما أن ينقص، أو إما أن يرتفع في نظرك قدره ومكانته؛ وإما أن يصغر في عينيك فتحتقره وتزدريه.
الإعراب: الواو: حرف استئناف. كائن: اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ترى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الأف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط محذوف، وهو مفعول (ترى) إذ التقدير: تراه، وقد قدمت الجملة الفعلية على تمييز كم، والأصل أن تتأخر كما في قوله تعالى:{وكأين من نبيٍ قاتل معه ربيون كثير}. من: حرف جر زائد. صامت: تمييز كائن منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال