والعملُ على هذا عند بعضِ أهلِ العلمِ؛ يَروْنَ الاشتراطَ في الحجَّ، ويقولُونَ: إنِ اشْتَرطَ، فَعرَضَ لهُ مَرضٌ أو عُذْرٌ، فَلهُ أن يَحِلَّ ويَخْرُجَ من إحْرامهِ، وهو قولُ الشَّافعيَّ، وأحمدَ، وإسحاقَ.
ولم يَرَ بعضُ أهلِ العلمِ الاشتراطَ في الحجَّ، وقالوا: إنِ اشْتَرطَ، فليس له أن يَخْرُجَ من إحْرامِهِ، وَيَروْنَهُ كَمَنْ لم يَشْترِطْ.
٩٧ - باب مِنْهُ
٩٦٢ - حدَّثنا أحمدُ بنُ مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا عَبدُ اللهِ بن المباركِ، قال: أخبرني مَعْمرٌ، عن الزُّهْرِيَّ، عن سالمٍ
عن أبيهِ، أنَّهُ كانَ يُنكرُ الاشْترَاطَ في الحَجَّ، ويقولُ: ألَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيَّكُم ﷺ؟ (١).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
٩٨ - باب ما جاء في المَرْأةِ تَحِيضُ بَعْدَ الإفاضَةِ
٩٦٣ - حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثَنا اللَّيْثُ، عن عبد الرحمنِ بن القاسمِ، عن أبيه
عن عائشةَ أنَّها قالت: ذُكِرَ لِرَسولِ اللهِ ﷺ أنَّ صَفيَّةَ بِنْتَ حُيَيًّ حاضَتْ في أيَّامِ مِنىً، فقال:"أحَابِسَتُنا هِي؟ " قالُوا: إنَّها قد
(١) صحيح، وأخرجه البخاري (١٨١٠)، والنسائي ٥/ ١٦٩، وهو في "المسند" (٤٨٨١)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٥٩١٥) و (٥٩١٦).