والهداية المنفية عن النبي ﷺ هي هداية التوفيق وإدخال الجنة، والهداية التي أثبتها له ﷺ هي هداية الدلالة والدعاء، قال الله تعالى لنبيِّه: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وقال في الأنبياء: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، قال الشيخ القاسمي في "تفسيره" ٨/ ١١٥ ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ أي: لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك وغيرهم ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: أن يهديه فيدخله في الإسلام بعنايته ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ أي: القابلين للهداية، لاطلاعه على استعدادهم، وكونه غير مطبوع على قلوبهم.