(٢) إسناده ضعيف، لضعف دراج - وهو ابن سمعان أبو السمح - في روايته عن أبي الهيثم - وهو سليمان بن عمرو العُتواري - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في "المسند" (١١٠٥٦)، و"صحيح ابن حبان" (١٩٣)، و"الأدب المفرد" ص ١٩٩ للبخاري، "وروضة العقلاء" ص ٢٠٨ لابن حبان. وقوله: "لا حكيم إلا ذو تجربة" علقه البخاري في "صحيحه" عن معاوية موقوفًا في كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين. والحلم: هو الأناة والتثبت في الأمور. قال ابن حبان في "روضة العقلاء" ص ٢١٠: العاقل يلزم الحلم عن الناس كافة، فإن صَعُبَ عليه ذلك، فليتحالمْ، لأنه يرتقي إلى درجة الحلم. وأول الحلم: المعرفةُ، ثم التثبت، ثم العزم، ثم التصبُّرُ، ثم الصبرُ، ثم الرضا، ثم الصمتُ والإغضاء، وما الفضل إلا للمحسن إلى المسيء، فأما من أحسن إلى المحسن، وحَلُمَ عمن لم يُؤذه، فليس ذلك بحلم ولا إحسان. وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قوله: "لا حليم إلا ذو عثرة"، أي: لا يحصل له الحلم، ويوصف به حتى يركب الأمورَ وتنخرقَ عليه، وَيَعْثُرَ فيه، فيعتبر بها، ويستبين مواضع الخطأ فيتجنبها، ويدل عليه قوله بعده: "ولا حكيم إلا ذو تجربة". =