للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديثٌ حَسَنِ صحيحٌ.

١٧ - باب لَترْكبُنَّ سَنَنَ من كَانَ قَبْلَكُمْ

٢٣٢١ - حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ، حَدَّثَنا سُفيان، عن الزُّهْرِيِّ، عن سِنانِ بن أبي سِنانٍ

عن أبي واقِدٍ اللَّيْثيِّ، أنَّ رَسولَ اللهِ لمَّا خَرجَ إلى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجرةٍ لِلْمُشرِكينَ يُقالُ لها: ذَاتُ أنْواطٍ، يُعلِّقُونَ عَليْهَا أسْلِحتَهُمْ،


= والوكت: بفتح وسكون، الأثر في الشيء كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم تُرفع الأمانة عن القلوب عقوبةً على الذنوب، خى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه، ويبقى أثر تلك الأمانة مثل الوكت فيها.
والمجل: أثر العمل في الكف إذا غلظ.
منتبرًا: المنتبر: المنتفخ وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئًا، فقد نبره.
ساعيه: الساعي: واحد السعاة، وهم الولاة على القوم.
قال الحافظ في "الفتح" ١٣/ ٣٩ تعليقًا على قوله: "ولقد أتى على زمان … " يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان، وكانت وفاة حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عمان بقليل، فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير، فأشار إليه. قال ابن التين: الأمانة كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من المكلف، وعن ابن عباس: هي الفرائض التي أمروا بها ونهوا عنها، وقيل: هي الطاعة، وقيل: التكاليف، وقيل: العهد الذي أخذه الله على العباد، وهذا الاختلاف وقع في تفسير الأمانة المذكور في الآية: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ … ﴾ [الأحزاب: ٧٢]. وقال أبو بكر ابن العربي: المراد بالأمانة في حديث حذيفة الإيمان، وتحقيق ذلك فيما ذكر مِن رفعها أن الأعمال السيئة لا تزالُ تُضعِف الإيمانَ حتى إذا تناهى الضعف لم يبق إلا أثَرُ الإيمان، وهو التلفظ باللسان والاعتقاد الضعيف في ظاهر القلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>