والعجب كل العجب ممن يستشهد بحديث ابن عباس الضعيف في تعليل كراهة الطروق ليلًا، وكيف تقوم به الحجة وفيه دعوة إلى أن يغضّ الرجلُ طرفه عن خُبث أهله، وهو ما شدد النبي ﷺ في النكير عليه وسمى من يقر الخبث على أهله ديّوثًا لا يَشُمُّ رائحة الجنة. (١) إسناده ضعيف بمَرة، حمزة النصيبي ضعفه ابنُ معين والبخاري وأبو حاتم الرازي، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان ينفرد عن الثقات بالموضوعات، حتى كأنه المتعمد لها، لا تحل الرواية عنه. وأخرجه ابن ماجه (٣٧٧٤) من طريق بقية بن الوليد، عن أبي أحمد الدمشقي، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله ﷺ قال: "ترِّبوا صُحُفكُم، أنجحُ لها، إن التراب مبارك". بقية ضعيف وقد عنعن، وشيخه أبو أحمد الدمشقي - واسمه عمر بن أبي عمر - مجهول. (٢) كذا قال الترمذي، وجاء في "تهذيب الكمال": حمزة بن أبي حمزة - واسمه ميمون الجعفي الجزري النصيبي .. قال المزي: ولا نعلم أحدًا قال فيه: =