قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٧/ ١٩: في معناه قولان للعلماء: أحدهما: أن هذا الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهله، فكان ثناؤهم مطابقًا لأفعاله، فيكون من أهل الجنة، فإن لم يكن كذلك، فليس هو مرادًا في الحديث. والثاني - وهو الصحيح المختار -: أنه على عمومه وإطلاقه، وأن كل مسلم مات، فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه، كان ذلك دليلًا على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، وإن لم تكن أفعاله تقتضيه، فلا تحتم عليه العقوبة، بل هو في خطر المشيئة، فإذا ألهم الله ﷿ الثناء عليه، استدللنا بذلك على أنه ﷾ قد شاء المغفرة له، وبهذا تظهر فائدة الثناء. وقوله ﷺ: "وجبت" و"أنتم شهداء الله" ولو كان لا ينفعه ذلك إلا أن تكون أعماله مقتضية، لم يكن للثناء فائدة، وقد أثبت النبي ﷺ له فائدة. وانظر "شرح مشكل الآثار" ٨/ ٣٥٢ - ٣٥٨ للإمام الطحاوي.