للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُحِبُّ، اللهُمَّ وَما زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحبُّ، فاجْعَلْهُ فَراغًا لِي فِيما تُحِبُّ" (١).

هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.

وأبو جَعْفرٍ الخَطْميُّ: اسْمهُ عُمَيْرُ بن يَزِيدَ بن خُماشةَ.

[٧٧ - باب]

٣٧٩٨ - حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سَعْدُ بن أوْسٍ، عن بِلالِ بن يحيى العَبْسيِّ، عن شُتيْرِ بن شَكَلٍ

عن أبيهِ شَكَلِ بن حُمَيْدٍ، قال: أتَيْتُ النبيَّ ، فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ عَلِّمني تعوُّذًا أتَعوَّذُ بهِ. قال: فأخَذَ بِكَفي، فقال: "قُل: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من شَرِّ سَمْعي، ومن شَرِّ بَصَرِي، ومن شَرِّ


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه سفيان بن وكيع، وهو وإن كان ضعيفًا قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" ٣/ ٤١٦ من طريق المصنَّف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٤٣٠) عن حماد بن سلمة، به.
وقوله: "اللهم وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ، فاجعَلْهُ فراغًا لي فيما تُحِبُّ": قال القاضي: يعني ما صَرَفْتَ عني من محابِّي، فنحِّهِ عن قلبي، واجعله سَبَبًا لفراغي لطاعتك، ولا تَشْغَلْ به قلبي، فيُشْغَلَ عن عبادتك.
وقال الطَّيبي: أي اجعَلْ ما نَحَّيتَه عني من مَحابِّي عَوْنًا لي على شُغْلِي بمحابِّك، وذلك أن الفراغَ خلاف الشُّغل، فإذا زوى عنه الدُّنيا ليتفرَّغَ بمحابِّ ربِّه، كان ذلك الفراغُ عونًا له على الاشتغال بطاعة الله. "مرقاة المفاتيح" ٣/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>