كتاب سنن الترمذي - ط الرسالة

أبواب الصوم - ٣٦ - باب ما جاء في إيجاب القضاء عليه - ج: 2 - ص: 265

٣٦ - باب ما جاءَ في إيجابِ القضاءِ عَليهِ

٧٤٤ - حَدَّثَنا أحمدُ بنُ مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا كَثيرُ بن هشامٍ: قال: حَدَّثَنا جَعْفَرُ بنُ بُرقانَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروَةَ

عن عائشةَ، قالت: كُنتُ أنا وحَفْصَةُ صائمَتَيْنِ، فعُرِضَ لنا طَعامٌ اشْتَهَيْناهُ فأكَلنا منهُ، فجاءَ رسولُ الله ﷺ فبَدَرَتْني إليه حَفْصَةُ، وكانت ابنَةَ أبيها، فقالت: يا رسولَ الله إنا كنَّا صائمَتين، فعُرِضَ لنا طَعامٌ اشْتَهَيْناهُ، فأكَلْنا منه، قال: "اقْضِيا يومًا آخرَ مَكانَهُ" (١).

وَرَوَى صَالحُ بن أبي الأخْضرِ وَمحمدُ بن أبي حَفْصةَ هذا الحديثَ، عن الزُّهْرِىِّ، عن عُرْوةَ، عن عَائشةَ مِثْلَ هذا (٢).

وَرَوى مَالكُ بن أنَس وَمَعْمَرٌ وَعُبَيْدُ اللهِ بن عُمرَ وَزِيادُ بن سَعْدٍ

---

(١) حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (٢٤٥٧)، والنسائي في "الكبرى" (٣٢٩٠) وما بعده، وهو في "المسند" (٢٥٠٩٤)، و"صحيح ابن حبان" (٣٥١٧).
وفي الباب عن ابن عباس، وأنس بن سيرين عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/ ١١١، وانظر "المسند".
قولها: "وكانت ابنة أبيها"، أي: جريئة كأبيها عمر.
"اقضيا"، هذا يدلُّ على جواز الإفطار للمتطوع، لكن بشرط أن يقضي، وبه قال بعض أهل العلم، وهو أقرب إلى التوفيق بين الأدلة، بخلاف قول من لا يرى جواز الإفطار، أو لا يرى لزوم القضاء، والله تعالى أعلم. قاله السندي في حاشيته على "المسند".
(٢) طريق صالح بن أبي الأخضر أخرجها النسائي في "الكبرى" (٣٢٩٣)، والبيهقي ٢/ ٢٨٠. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف.