للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كالكَبْشِ الأمْلحِ، فَيُوقَفُ بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فَيُذْبحُ وهُمْ يَنْظُرُونَ، فَلو أنَّ أحدًا مات فَرحًا لَماتَ أهلُ الجنَّةِ، ولو أنَّ أحدًا ماتَ حُزْنًا لَماتَ أهْلُ النَّارِ" (١).

هذا حديثٌ حسنٌ.

وقد رُوِي عن النبيِّ رواياتٌ كثِيرةٌ مِثْلُ هذا ما يُذْكرُ فيهِ أمْرُ الرُّؤْيةِ أنَّ النّاسَ يَروْنَ رَبَّهُمْ، وَذِكْرُ القدَمِ وَما أشْبهَ هذه الأَشْياءَ.

والمذهبُ في هذا عِنْدَ أهلِ العلمِ من الأئمَّةِ مِثْلِ سُفيانَ الثَّوْريِّ، ومالكِ بن أنَسٍ، وسفيان بن عيينة، وابن المُباركِ، ووَكيعٍ وغَيْرِهمْ أنَّهُمْ رَوَوْا هذه الأشْياءَ، وقالوا: تُرْوَى هذه الأحاديثُ ونُؤْمِنُ بها، ولا يُقالُ: كيفَ؟ وهذا الذي اخْتارَهُ أهْلُ الحديثِ أنْ يَرْووا هذه الأشْياءَ كما جَاءتْ ويُؤْمن بِها، ولا تُفَسَّرُ، ولا تُتوَهَّمُ، ولا يُقالُ: كَيْفَ، وهذا أمْرُ أهْلِ العلمِ الذي اخْتاروهُ وذَهبُوا إلَيْهِ.

ومَعْنى قَوْلِه في الحديثِ: فَيُعرِّفُهمْ نَفْسَهُ: يَعْني يَتجلّى لهُمْ.

٢٠ - باب ما جاء حُفّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفّتِ النَّارُ بالشَّهوَاتِ

٢٧٣٦ - حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عمرُو بن عاصمٍ، قال: أخبرنا حمَّادُ بن سلمةَ، عن حُمَيْدٍ وثابتٍ


(١) صحيح دون قوله: "فلو أن أحدًا مات فرحًا … إلخ"، وهذا سند ضعيف لضعف عطية وقد رواه المصنف فيما سيأتي برقم (٣٤٢٤) دون هذه الزيادة، وهو متفق عليه. وانظر تخريجه فيما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>