وقوله: فقد لغا. قال صاحب النهاية: يقال: لغا الإنسان يلغو، ولَغى يَلْغَى، ولَغِيَ يَلْغَى: إذا تكلم بالمُطَّرح من القول وما لا يعني. وجاء في "الفتح" ٢/ ٤١٤: قال الأخفش: اللغو: الكلام الذي لا أصل له من الباطل وشبهه، وقال ابن عرفة: اللغو: السَّقَط من القول، وقيل: الميل عن الصواب، وقيل: اللغو: الإثم، كقوله تعالى ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾، وقال ابن المُنَيَّر: اتفقت أقوال المفسرين على أن اللغو: ما لا يحسن من الكلام، وقال النضر بن شميل: معنى لغوت: خِبْتَ من الأجر، وقيل: بطلت فضيلة جمعتك، وقيل: صارت جمعتك ظهرًا. قال الحافظ: أقوال أهل اللغة متقاربة المعنى، ويشهد للقول الأخير ما أخرجه أبو داود (٣٤٧)، وابن خزيمة (١٨١٠) (بسند حسن) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "ومَنْ لغا وتخطَّى رقابَ الناسِ كانت له ظهرًا" قال ابن وهب أحد رواته: معناه: أجزأت عنه الصلاة، وحُرِمَ فضيلة الجمعة. ولأحمد (٧١٩) من حديث علي مرفوعًا: "من قال: صَه، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له". وله أيضًا (٢٠٣٣)، والبزار (٦٤٤) من حديث ابن عباس مرفوعًا: "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت ليست له جمعة" وله شاهد قوي في "جامع حماد بن سلمة" عن ابن عمر موقوفًا. =