عليكم، ولكن أخْشَى عليكم أنْ تُبْسطَ الدُّنْيا عليْكُمْ كَما بُسِطَتْ على مَن قَبْلَكُمْ، فَتنافَسُوها كما تَنافَسُوها، فَتُهْلِكَكُمْ كما أهْلكتْهُمْ" (١).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
[٢٤ - باب]
٢٦٣١ - حدَّثنا سُوَيْدٌ، أخبرنا عبد اللهِ، عن يونسَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ بن الزبير وابن المُسَيّبِ
أنَّ حَكِيمَ بن حِزَامٍ، قال: سَألْتُ رسولَ اللهِ ﷺ فَأعْطاني، ثُمَّ سَألْتُه فَأعْطاني، ثُمَّ سألْتُه فَأعْطاني، ثُمَّ قال: "يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةُ حُلْوةٌ، فمن أخَذهُ بسَخاوةِ نَفْسٍ بُوركَ لهُ فيهِ، ومن أخَذهُ بإشْرافِ نَفْسٍ، لم يُبارَكْ لهُ فيهِ، كالّذِي يأكُلُ وَلا يَشْبعُ، واليدُ العُلْيا خيرٌ من اليَدِ السُّفْلى". فقال حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والّذِي بَعثكَ بالحَقَّ لا أرْزَأُ أحدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حتَّى أُفارِقَ الدُّنْيا. فَكانَ أبو بكْرٍ يَدْعُو حَكيمًا إلى العطاءِ فَيأبَى أنْ يَقْبَلَهُ، ثُمَّ إنَّ عُمرَ دَعَاهُ لِيُعطيَهُ، فَأبى أنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فقال عُمرُ: إنَّي أُشْهِدُكُمْ يا مَعْشرَ المُسْلمينَ على حَكِيمٍ أنَّي أعْرِضُ عَليْهِ حَقّهُ من هذا الفَيْءِ، فَيأبَى أن يأخُذَهُ. فلم يَرْزأ حَكيمٌ أحدًا من النَّاسِ شيئًا
(١) إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١)، وابن ماجه (٣٩٩٧)، والنسائي في "الكبرى" (٨٧٦٦)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٢٠٢٧). وهو في "المسند" (١٧٢٣٤).