وقد رُوِيَ عن ابن عَبَّاسٍ: أنَّهُ كَرِهَ أن يُلقَى تحتَ المَيِّتِ في القَبْرِ شَيءٌ. وإلى هذا ذَهَبَ بَعْضُ أهلِ العلمِ.
وقال محمدُ بنُ بَشارٍ في مَوْضِعٍ آخَر: حدَّثنا محمدُ بنُ جَعْفَرٍ ويَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن أبي جَمْرَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ. وهذا أصَحُّ.
[٥٦ - باب ما جاء في تسوية القبور]
١٠٧٠ - حدَّثنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قال: حدَّثنا سُفْيانُ، عن حَبيبِ بن أبي ثَابِتٍ، عن أبي وَائِلٍ
أنَّ عَليًّا قال لأبي الهَيَّاجِ الأسَدِي: أَبْعَثُكَ على ما بَعَثَني به النبيُّ ﷺ: "أن لا تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلا سوَّيْتَه، ولا تِمْثالًا إلَّا طَمَسْتَهُ"(١).
وفي البابِ عن جَابِرٍ.
حديثُ عليٍّ حديثٌ حسنٌ.
والعملُ على هذا عندَ بعضِ أهلِ العلمِ: يكْرَهُونَ أن يُرْفَعَ القَبْرُ فَوقَ الأرضِ.
قال الشافعِيُّ: أكْرَهُ أنَّ يُرفَعَ القَبْرُ إلَّا بِقَدْرِ ما يُعْرَفُ أنَّهُ قَبْرٌ،
(١) حديث صحيح، وأخرجه مسلم (٩٦٩)، وأبو داود (٣٢١٨)، والنسائي ٤/ ٨٨. وهو في "المسند" (٧٤١).