وهو قولُ أحمدَ، وإسحاقَ، قالا: من تَبِعَ جَنازةً، فلا يَقْعُدَنَّ حتى تُوضَعَ عن أعْناقِ الرِّجالِ.
وقد رُوِي عن بعضِ أهلِ العلمِ من أصحابِ النَّبيِّ ﷺ وغيرهم: أنَّهُمْ كَانُوا يتقدَّمونَ الجَنازَةَ، ويقعدون قَبلَ أن تَنْتَهِي إليْهِم الجَنازَةُ، وهو قولُ الشَّافعيِّ.
٥٢ - باب في الرُّخْصَة في تَرْكِ القِيامِ لها
١٠٦٥ - حدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ بن سعد، عن يحيى بنُ سعيدٍ، عن واقدٍ - وهو ابنُ عمرِو بنُ سَعْدِ بنُ مُعاذٍ -، عن نافعِ بنِ جُبَيْرٍ، عن مسعودِ بن الحَكَمِ
عن عليِّ بنُ أبي طالبٍ: أنَّهُ ذُكِرَ القِيامُ في الجَنائِزِ حَتَّى تُوضَعَ، فقال عليٌّ: قامَ رسولُ الله ﷺ، ثُمَّ قَعَدَ (١).
وفي البابِ عن الحسنِ بنِ عليٍّ، وابنِ عباسٍ.
حديثُ عليٍّ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وفيهِ رِواية أربَعَةٍ من التَّابِعِينَ بعْضُهُم عن بعضٍ.
والعملُ على هذا عندَ بعضِ أهلِ العلمِ.
قال الشَّافعيُّ: وهذا أصَحُّ شَيءٍ في هذا البابٍ، وهذا الحديثُ
(١) صحيح، وأخرجه مسلم (٩٦٢)، وأبو داود (٣١٧٥)، وابن ماجه (١٥٤٤)، والنسائي ٤/ ٤٦ و ٧٧ - ٧٨ و ٧٨، وهو في "المسند" (٦٢٣).