١ - أن قوله ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ يقتضي إغراء الإنسان بمصالح نفسه، ويتضمن الإخبار بأنه لا يعاقب بضلال غيره، وليس من مقتضى ذلك أن لا ينكر على غيره، وإنما غاية الأمر أن يكون مسكوتًا، فيقف على الدليل. ٢ - أن الآية تدل على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لأن قوله ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ أمر بإصلاحها وأداء ما عليها، وقد ثبت وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فصار من جملة ما على الإنسان في نفسه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بدليل قوله تعالى: ﴿إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾. ٣ - أن الآية قد حملها قوم على أهل الكتاب إذا أدَّوا الجزية، فحينئذٍ لا يُلزمون بغيرها. ٤ - أنه لما عابهم في تقيد آبائهم بالآية المتقدمة، أعلمهم بهذه الآية أن المكلف إنما يلزمه حكم نفسه، وأنه لا يضر ضلال غيره إذا كان مهتديًا حتى يعلموا أنه لا يلزمهم من ضلال آبائهم شيء من الذم والعقاب، قال: وإذا تلمَّحت هذه المناسبة بين الآيتين لم يكن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ها هنا مدخل، وهذا أحسن الوجوه في الآية.