قوله: "كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي" وضحته رواية مسلم: "كنا في رمضان على عهد رسول الله ﷺ من شاء صام، ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين". ورواية أبي داود: "كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فَعَل، حتى نزلت الآية التي بعدها، فنسختها"، والآية التي نسختها هي قوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥]. قلنا: وقد ذهب ابن عباس إلى عدم النسخ، وكان يقرأ الآية (وعلى الذين يُطَوقونه) بفتح الطاء وتشديد الواو مبنيًّا للمفعول، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (٤٥٠٥) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، سمع ابن عباس يقرأ: " (وعلى الذين يُطَوَّقونَه فديةٌ طعامُ مسكين) " قال ابن عباس: ليست بمنسوخة: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا. قال الحافظ في "الفتح" ٨/ ١٨٠: وهذه قراءة ابن مسعود أيضًا، وقد وقع عند =