قلنا: ورواه الحاكم ١/ ٤٤٠، وعنه البيهقي ٤/ ٢٧١ من طريق آدم بن أبي إياس، والطبراني في "الكبير" (١١٣٨٨) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والنسائي في "الكبرى" (١٠٩٥٢) من طريق محمد بن سابق، ثلاثتهم عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، عن عطاء. وتحرف عند الحاكم يطوّقونه إلى: يطيقونه. ورواه كما في "الدر المنثور" ٢/ ٤٣٢: وكيع، وسفيان، والفريابي، وأبو داود في "ناسخه"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في "المصاحف"، والبيهقي من طرق عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: "وعلى الذين يطوّقونه" مشدّدة، قال: يكلَّفونه، ولا يطيقونه، ويقول: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير الهرم، والعجوز الكبيرة الهرمة، يطعمون لكل يوم مسكينًا، ولا يقضون. وروى الطحاوي ٦/ ١٨٢ حديث ابن عباس من طريق عطاء، عنه، ولفظه فيه: "يطوّقونه" وكذا رواه عن مجاهد، عن ابن عباس بلفظ: "يطوَّقونه". ورواه ٦/ ١٨٥ من طريق سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بلفظ: "يطيقونه"، وفسره ابن عباس، فقال: الذين يتجشمونه، ولا يطيقونه، يعني: إلا بالجهد: الحبلى والكبير والمريض وصاحب العُطاش. ورواه أيضًا من طريق عزرة، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كانت له جارية ترضع، فَجَهِدَتْ، فقال لها: أفطري، فإنك بمنزلة الذين يطيقونه. قال الطحاوي: فدلّ ما رويناه عن ابن عباس في هذا الباب أنه مختلفٌ عنه في: "يطوّقونه" و"يطيقونه"، وأن عطاء ومجاهدًا رويا عنه: "يطوّقونه"، وأن سعيد بن جبير روى عنه: "يطيقونه"، وفي جميع ما رويناه عنه في ذلك إعادة البدل من الصيام إلى الإطعام، لا إلى صيام.